مدرسة الإمام الرضا عليه السلام
يتراوح عدد الرواة عن الإمام الرضا عليه السلام كما جاء في المصادر الموجودة بأيدينا بين 313 الى 367 راوياً. وهؤلاء يعتبرون طلاّب مدرسته والمتخرجين على يديه. وقد أحصى عددهم صاحب مسند الإمام الرضا وترجم لِـ 313 راوياً منهم بشكل موجز جدّاً استناداً الى ما جاء لهم من ذكر في أسناد روايات المسند. على أن الشيخ الطوسي رضي الله عنه قد ذكر ثلاثمائة وخمسة عشر رجلاً من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام، بينما أنهاهم الشيخ باقر شريف القرشي الى 367 راوياً. ونظرة سريعة إلى مسند الإمام الرضا عليه السلام تعطينا صورة اجمالية عن اتجاهات مدرسة الإمام الرضا عليه السلام وملامح عصره في مجالات التربية العلمية والاخلاقية كما كانت تتطلّبها الظروف التي عاشها الإمام عليه السلام هذا فضلاً عن الإعداد الخاص للمستقبل القريب والبعيد الذي كان قد خطط له الائمة من أهل البيت عليهم السلام كما هو واضح لمن يتدبّر مجموع ما صدر عنهم من نصوص وما تضمّنتها من التوجيه الى آفاق المستقبل المشرق الذي ينتظر أتباع أهل البيت عليهم السلام وهم الجماعة الصالحة التي التزمت خطّهم الفكري والسياسي وأصرّت على التضحية في سبيل العقيدة الصحيحة والمبدأ الحق. وقد ازداد النشاط العلمي لشيعة أهل البيت عليهم السلام في هذا العصر وتمثّل في كثرة التأليف والتدوين، والتدريس والرواية وشمل جميع الحقول المعرفية المعروفة آنذاك. كما ازداد عدد الأفراد المنتمين لمدرسة الفقهاء الرواة من أتباع أهل البيت عليهم السلام ازدياداً ملحوظاً، ونلمس ذلك بوضوح من خلال عدد رواة الإمام الرضا عليه السلام حيث تكشف قائمة الرواة عن مدى الاهتمام منهم بانتهال العلم من مدرسة الإمام الرضا عليه السلام الرسالية في عصره، لا سيّما إذا لاحظنا تنوّع مستوياتهم وتنوّع اتجاهاتهم وتنوع بلدانهم واهتماماتهم العلمية من خلال تنوع الاسئلة والمجالات التي رووا فيها الأحاديث عن الإمام الرضا عليه السلام.
م ن ق و ل