الجانب الروحي
ان الاعداد الاصيل, الذي توفر للامام السبط عليه السلام قد وفر لكيانه الروحي سموا شاهقا فكان تقربه إلى الله وانشداده اليه سبحانه امراً يهز القلوب ويخشع له الوجدان.
وهذه اضمامة من هذه المظاهر التي تكشف هذا الجانب من شخصيته.
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ان الحسن بن علي عليهما السلام كان اعبد الناس في زمانه وازهدهم وافضلهم.
وورد في روضة الواعظين: ان الحسن عليه السلام كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفر لونه, فقيل له في ذلك, فقال : حق على كل من وقف بين يدي رب العرش, ان يصفر لونه وترتعد مفاصله...
وعن الإمام الصادق عليه السلام: ان الحسن بن علي عليهما السلام حج خمسا وعشرين حجة ماشيا, وقاسم الله تعالى ماله مرتين وقيل ثلاث مرات.
وعن علي بن جذعان وأبي نعيم في حلية الاولياء وطبقات ابن سعد: ان الحسن عليه السلام خرج من ماله مرتين, وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى انه كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا...
وكان اذا بلغ باب المسجد يرفع رأسه وهو يقول: الهي ضيفك ببابك, يا محسن قد اتاك المسئ فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم.
وكان عليه السلام اذا ذكر الموت بكى , اذا ذكر القبر بكى واذا ذكر القيامة والعرض على الله يشهق شهقة يغشى عليه منها.
وكان عليه السلام اذا قرأ القرآن ومر بآية فيها: (يا ايها الذين آمنوا..) قال لبيك لبيك اللهم لبيك...
اما صدقاته وانفاقه في سبيل الله, فحسبك فيه خروجه من ماله من اجل الله مرتين, ومقاسمته اياه ثلاث مرات