بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
][][ فوائد تسبيح الزهراء عليها السلام ][][
ورد في أحاديث متعددة أن فاطمة الزهراء عليها السلام حينما ذهبت إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تطلب منه خادمة ، أمرها أن تقول
عند النوم أو عقب الصلاة : (( الله أكبر )) 34 مرة ، و (( الحمد لله )) 33 مرة ،
و (( سبحان الله )) 33 مرة أيضاً ، فلا تحتاج إلى خادمة أبداً .
ولكن ، ماهي العلاقة بين هذين الأمرين يا ترى ؟؟
الجواب : لا ريب أن أغلب الأدعية والأذكار الواردة في الأحاديث هي لأجل تعليم الآخرين ،
بالرغم من أن الأئمة عليهم السلام قد عملوا بها أيضاً ؛ إذ لو كانت فائدتها مقصورة عليهم ، لما ذكروها لنا .
إن الإمام السجاد عليه السلام مثلاً كان يناجي الله ليلاً ، فلو كانت هذه الصلة
التي أقامها بينه وبين الله تنحصر به دون غيره ، ولم يقدر أحد من الناس أن
يناجي الله بهذه المناجاة ، فلماذا نقلوها إلينا ؟ هل كانوا – والعياذ بالله – يراءون الناس ؟
فنستنتج من ذلك أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم علم فاطمة الزهراء عليها السلام
التسبيح المعروف باسمها ، ولكننا نحن ايضاً نتمتع – ولو بنزر قليل – من نفس الفائدة
التي تتمتع بها فاطمة الزهراء عليها السلام ، وكان هذا الأمر على الأغلب لأجل تعليمنا .
ولكن ، كيف يمكن أن يحل هذا التسبيح محل الخادمة ؟ إن هذا في غاية البساطة ، لأمرين ؛
الأول : إن ذكر الله يجعل الإنسان قوياً ، وخصوصاً إن كان مقروناً بالتكبير
والحمد والتسبيح ، فكل من هذه الأذكار وسيلة لإزدياد قوته ، فيساعده الله تعالى ،
ولا ينتابه الإرهاق عند مزاولة الأعمال البدنية بعد ذلك إلا قليلاً ، ويؤدي بنفسه مهمة الخادم دون كلل .
الثاني : إن أغلب الأمور التي تبعث على التعب في الأعمال المنزلية يتعلق بعدم
القيام بها بصورة مرتبة وصحيحة ، ولكن حينما يتعهد الله الإنسان ،
ويوفقه لتنفيذ أعماله بشكل مرتب وصحيح ، فسيبذل نصف الجهد الذي بذله سابقاً ،
وسيقوم بأداء أعماله المنزلية بنفسه بيسر وسهولة . ومن الطبيعي فإن من يشتغل بذكر الله ،
فإن عيادته وذكره لله يوجبان أن تكون أعماله منظمة .